بين فساد الدولة ودولة الفساد
تطرق الفساد إلى الدول حالة عامة، صاحبت تاريخياً نشوء الدول، ولا زمت صاحب السلطة بأشكالها القهرية والسياسية والاقتصادية. فحيث وجدت السلطة وجد الفساد مرتعاً خصباً ينمو ويرتع فيه.
والفساد بهذا المعنى مرض يتطرق إلى الجسم السليم أو وهن يصيب البناء القائم. إذ الأصل في الدول أنها مؤسسات قامت على صيغة من صيغ التعاقد الأولي لإقامة العدل، وتوفير الأمن، وحماية الضعيف، والأخذ على يد الباغي. ثم تطورت مهامها لتشمل كل ما تهتم به الدولة الحديثة من أمور التنمية والرعاية.
وأول الفساد الذي يتطرق إلى الدول، فساد اختيار الرجال، بحيث يوسد الأمر إلى غير أهله فيوضع العاجز في مقام الرأي والتدبير، والمتردد في مقام العزيمة، والضعيف الهياب في مقام يتطلب الشجاعة والنجدة، وفي مقام الأمانة الدنيء النفس، وفي مقام العفة صاحب الهوى والشهوة. فنكون كمن استرعى ذئباً في غنم.
ومن فساد اختيار الرجال ينشأ فساد مناهج المراقبة والمحاسبة والمتابعة، فيكون حال الفاسد كحال التي قيل لها:
خلا لك الجو فبيضي واصفري
كل هذا يمكن أن يكون في جسم دولة قائمة على أصولها، فيقال عنها إن الفساد قد تطرق إلى جسمها، وأنه بدأ ينخر كيانها، ويحت أصولها وجذورها. إنها دولة فاسدة توشك أن تنقض فيمسكها ما كان فيها في الأصل من بنيان الدولة وكيانها.
أما دولة الفساد، فهي شأن آخر غير هذا الذي نتحدث عنه، ونومئ إليه. إذ حديثنا الأول إنما ينطبق بقدر ما على جميع دول العالم القائمة اليوم، فما تزال الفضائح تتكشف عن أيماننا وشمائلنا، فضائح في السياسة وأخرى في الإدارة، وثالثة في الاقتصاد، ورابعة في الأخلاق، ولوجود هذه الفضائح دلالة، ولمتابعتها ومحاصرتها دلالة أخرى أهم وأوضح.
في (دولة الفساد) ستجد مجموعة من أصحاب العرامة ورواد السطو، واللصوص والجبناء والخائنين والمترددين قد اختطفوا في ساعة غفلة، فعل القراصنة، سفينة اسمها دولة ثم أقاموا دولتهم مكانتها. دولة الفساد تقوم أصلاً على قانون أهل الفساد: إباحة كل شيء، والاستئثار بكل شيء.
في دولة الفساد ينقلب مفهوم العدل، ومفهوم الحق، ومفهوم الأمن ويصبح الناس في ظل هذه الدولة شياه تسمن للحلب والصر، وتصبح الدولة غابة لا تسوسها أسودها وإن فعلت قالت:
قال الحمار وزيري قضى بهذا اختياري
دولة الفساد حالة يقتل فيها الإنسان، فلا أحد يدري فيم قتل، ويسجن فلا أحد يسأل لم سجن، لا تكتشف فيها جريمة، كل اللصوص فيها أمناء، وكل الفجار فيها شرفاء، وكل العاجزين فيها أبطال ميامين، حتى وهم يطأطئون للبعيد ويتنمرون على القريب.
تطرق الفساد إلى الدول حالة عامة، صاحبت تاريخياً نشوء الدول، ولا زمت صاحب السلطة بأشكالها القهرية والسياسية والاقتصادية. فحيث وجدت السلطة وجد الفساد مرتعاً خصباً ينمو ويرتع فيه.
والفساد بهذا المعنى مرض يتطرق إلى الجسم السليم أو وهن يصيب البناء القائم. إذ الأصل في الدول أنها مؤسسات قامت على صيغة من صيغ التعاقد الأولي لإقامة العدل، وتوفير الأمن، وحماية الضعيف، والأخذ على يد الباغي. ثم تطورت مهامها لتشمل كل ما تهتم به الدولة الحديثة من أمور التنمية والرعاية.
وأول الفساد الذي يتطرق إلى الدول، فساد اختيار الرجال، بحيث يوسد الأمر إلى غير أهله فيوضع العاجز في مقام الرأي والتدبير، والمتردد في مقام العزيمة، والضعيف الهياب في مقام يتطلب الشجاعة والنجدة، وفي مقام الأمانة الدنيء النفس، وفي مقام العفة صاحب الهوى والشهوة. فنكون كمن استرعى ذئباً في غنم.
ومن فساد اختيار الرجال ينشأ فساد مناهج المراقبة والمحاسبة والمتابعة، فيكون حال الفاسد كحال التي قيل لها:
خلا لك الجو فبيضي واصفري
كل هذا يمكن أن يكون في جسم دولة قائمة على أصولها، فيقال عنها إن الفساد قد تطرق إلى جسمها، وأنه بدأ ينخر كيانها، ويحت أصولها وجذورها. إنها دولة فاسدة توشك أن تنقض فيمسكها ما كان فيها في الأصل من بنيان الدولة وكيانها.
أما دولة الفساد، فهي شأن آخر غير هذا الذي نتحدث عنه، ونومئ إليه. إذ حديثنا الأول إنما ينطبق بقدر ما على جميع دول العالم القائمة اليوم، فما تزال الفضائح تتكشف عن أيماننا وشمائلنا، فضائح في السياسة وأخرى في الإدارة، وثالثة في الاقتصاد، ورابعة في الأخلاق، ولوجود هذه الفضائح دلالة، ولمتابعتها ومحاصرتها دلالة أخرى أهم وأوضح.
في (دولة الفساد) ستجد مجموعة من أصحاب العرامة ورواد السطو، واللصوص والجبناء والخائنين والمترددين قد اختطفوا في ساعة غفلة، فعل القراصنة، سفينة اسمها دولة ثم أقاموا دولتهم مكانتها. دولة الفساد تقوم أصلاً على قانون أهل الفساد: إباحة كل شيء، والاستئثار بكل شيء.
في دولة الفساد ينقلب مفهوم العدل، ومفهوم الحق، ومفهوم الأمن ويصبح الناس في ظل هذه الدولة شياه تسمن للحلب والصر، وتصبح الدولة غابة لا تسوسها أسودها وإن فعلت قالت:
قال الحمار وزيري قضى بهذا اختياري
دولة الفساد حالة يقتل فيها الإنسان، فلا أحد يدري فيم قتل، ويسجن فلا أحد يسأل لم سجن، لا تكتشف فيها جريمة، كل اللصوص فيها أمناء، وكل الفجار فيها شرفاء، وكل العاجزين فيها أبطال ميامين، حتى وهم يطأطئون للبعيد ويتنمرون على القريب.
السبت فبراير 27, 2010 5:03 pm من طرف قاهرة الاحزان
» عروسه لقطه ياشباب
السبت فبراير 27, 2010 4:55 pm من طرف قاهرة الاحزان
» اسلام نصرانى موضوع مهم للغايه
السبت فبراير 20, 2010 10:21 pm من طرف قاهرة الاحزان
» ادخل ومعمع قصدى ادخل وشوف شي تقشعر منه الابدان تعالوا شوفوه بسرعه
الأربعاء فبراير 10, 2010 10:16 pm من طرف قاهرة الاحزان
» الاعجاز في القرآن والسنة في إثبات كرويه الأرض
الثلاثاء ديسمبر 15, 2009 12:12 am من طرف قاهرة الاحزان
» صورة وتعليق
الخميس يوليو 30, 2009 12:19 am من طرف همسه حنين
» ليس من يتكلم عن الحب كمن يتالم من الحب
الإثنين يونيو 01, 2009 2:53 am من طرف همسه حنين
» عنوان قلب
الإثنين يونيو 01, 2009 2:45 am من طرف همسه حنين
» اقدم لكم برنامج الـ أنتي فايرس الأخف في العالمـ Kaspersky Anti-Virus Personal 6.0.2.621 / 7.0.0.124 Beta وبأصداره الأخير وعلى أكثر من سيرفر
الأربعاء مايو 27, 2009 12:29 pm من طرف eng_mostafa
» وبأنفراد للمكتسح معمعه نقدم لكم فيديو تيستو TIESTO فى البرازيل وأقسم لك أنك لن تجده فى أى حته تانية وعلى سيرفر الميديا الصاروخى ومعمع بجد.
الثلاثاء مايو 19, 2009 2:25 am من طرف THE LOVER DRUDGER MMZ