حامد بن عبد الله العلي
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعـد :
فقــد شرّفنا الأخوة العائدون من أسر سجن الصليبيين في (غوانتنامو) بقبول
دعوة ،،، وما أنْ دخلوا مشرفّين المكان ، وقد طاب الزمان ، وإنتقينا
الخلاّن ، حتى رأيت وجوههم تتلألأ نورا ، ووجـدت نفوسهم مملوءةً ضياءً
وإنشراحاً ، وأرواحهم أخفّ ما تجد من خفّة الروح على الروح ، وجميع ما
عرفناه عنهم ، من قوّة دينهم ، وطيب معادنهم ، وكرم أخلاقهم ، قبل الأســر
، قد زاد وجاد ، بعد الفـــرج :
صبُّ البلاءِ عليهم زادهم شرفاً ** كالنّار تُذهبُ شوبةَ الذّهـــب
وبين (صبّ الفناجين ) ، وصـبب القلب إلى ذكريات معهم مضت ، جـرت أحاديث عجيبة ،
ولتبقى أحاديث هذا المجلس المبارك ، شاهدة على حقبة مهمّة من تاريخ
الإسلام ، يحكي فيها رجالٌ عظماءُ ، حقّاً عظماء ، حكاية مآثـر ،كأنْ لم
يبق لها ذكر ،إلاّ رقمـاً في كتــاب !
ويتلوُن قصة بطولات لاتنسى ،كأنْ لم تسمع بها ، إلاّ فيما مضَى، من سير السالفين.
رَقمـتْ فيما بين ( تورا بورا ) إلى (كوبا ) على جبين التاريخ متشرفاً ،حروفا متقّدة من نور العزّة ، تلمع في سماء المجـد ،
رقمـتْ قصة أسـرى ، حملوا مع أثقالهم ، وبين قيودهم ، وفوق آلام
معاناتههــم ، قيم هذه الرسالة العظيمة ، ومعانيها ، وأعلنوا للعالم كلّه
، أهدافها ومراميها ،
فسطّروا أروع المثل لحامل أمانة الرسالة المحمدية ، بعزيمة الرجال ،
إعتزازا بها فـي أشدّ الأهوال ، وقياما بحقّها في أقسى الأحوال ،
ولاجرم فهؤلاء تلاميذ ذلك المعلِّم الكبيــر ، قائد التغيير الكبير ،
القابض اليوم على صلوجان أمر الجهاد ، الضارب بسوط العذاب على أهل الكفر
في سائر البلاد ، المنزل البأساء على الأعداء ،
الوارث رآية ( الجنة تحت ظلال السيوف ) ، عمّن سلف عبر التاريخ ، إلى عاقد
اللواء الأوّل ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأسامـة ليقاتل الروم .
وهذا بعض حكاية المجلــس :
فمن القصص التي حكوْها ، قصّة أحد الإخوة المجاهدين، من أهل اليمن، مدد
الجهاد في كل عصر ، وهو مع ذلك من أهل البيت الأشراف ، لقد أبى هذا الليث
الأشم إلاّ أن يأخذ بالعزيمة فيصدع بالحق في أعظــم المواطن شدّة ،
فما أن سألوه في التحقيق ، عن علاقتــه بالشيخ أسامة بن لادن ـحفظه
الله ـ حتى قال : لقد بايعته على قتالكم إلى النصر أو الموت ، فاختصروا
أسئلتكم ، فلسنا نخشاكم ، فما كان من المحقق الأمريكي إلا أن قام احتراما
له قائلا : أتأذن لي أن أصافح اليد التي صافحت بن لادن ، فأخذ بيده
فصافحها .
ومنها قصة مجاهد موريتاني ، استطاع أن يخلع قطعة حديدية من مغسلة الزنزانة
، فما أن علم السجانون بذلك ، حتى أطلقت صفارات الإنذار ، واجتمع عدد هائل
من القوات المدججة بالسلاح حول زنزانته ، تتقدمهم قوات الاقتحام الخاصة ،
وأخذوا يصيحون عليه أن يلقي سلاحه !
عجبا له من سلاح ! غير أنه والله سلاح الرعب ، فقال : لاوالله ، ما ألقيه
من يدي حتى أقاتلكم فيه ، فما زال أمرُه كذلك ، وأمرهم معه في رعب ، حتى
ضخّوا غازا في زنزانته ، فخر صريعا من أثـره ،
يقول الإخوة : إننا كنا ننظر ونترقب ما سيحدث بعد ذلك ، فجاءت القوات
الخاصة بكلب ضخم ، يكاد يتميزمن الغيظ ، ويتوثّب من قيوده ، ففتحوا
الزنزانة على المجاهد ، وأطلقوا الكلب ، قال الأخ الذي يروي القصة ،
فوالله الذي لا إله إلا هو : ما إن دخل الكلب الزنزانة حتى ربض مكانه ،
وبدل النباح أخذ يصيء كالفأر ، وكأنّه يرى شيئا مهولا ، والمجاهد نائم في
أمان تام ، ثم أعيدت الكرة مع الكلب مرارا في كل مرة يحصل له ما حصل في
المرة الأولى ،
قال : أما نحن ، فأخذنا نحن نكبـّر من الزنازين فضجّ السجن من التكبير ،
وأصاب السجانين رعبٌ عظيم ، وانسحبوا من المكان ، يقول الأخ الكريم :
والعجب أنهم دخلوا ليضعوا القيود على المجاهد الموريتاني وهو صريــع من
أثـر الغاز ، وهم في غاية الخوف ، والذلّ ، وهـم مصطفون إثر بعضهم ، وقد
قدّموا أشجعهم بين أيديهـم ، وهو الذي تطوّع أن يضع القيود على المجاهـد ،
ثم بعدما وضع القيود ، ملقيا بثقل جسده الهائل على جسد المجاهد النحيف ،
أخذ يعـدّ لأصحابـه عداّ ، كي يخرجوا جميعا دفعة واحدة عند آخر العــدّ ،
ليغلقوا الزنزانة ، قبل أن يستفيق المجاهد!!
وإن تعجب ، فعجبٌ حديث الإخوة عن قصة إهانة الكفرة للمصحف ، يقول الإخوة :
إنهم لمّا أهين المصحف ، أطلقنا صيحة الجهاد ، وحدثت بيننا وبين السجانين
وقائع كثيرة ،
نقاتلهم بما نقدر عليه ،حتى إنّ أحد المجاهدين من المغرب ، آتاه الله
تعالى قوة وإقداما وبسطة في الجسم ، كان يكبـّر ، فيرعبهم ، ويغيظهم من
داخل زنزانته ، فاجتمعوا عليه ليضربوه ، وجاءوه صفا ، قـد جعلوا مقدمهم
أضخمهم ، وفتحوا باب الزنزانة واندفعوا ، وكان المجاهد ينتظرهم ، فأخذ
المجاهد مقدّم العلوج هذا ، فصار في يده كاللعبة ، وطرحه أرضا ، وأخذ
يضربه ، وجعل أصبعه السبابة في إحدى عينيه فعصرها ، ففقأها ، وصار هـمّ
أصحابه تخليص العلج من القتل على يد المجاهد ، فما خلّصوه حتى كادت روحه
تزهق ، وانهالوا على الأخ المغربي بالهراوات ولم يقدروا عليه حتى هربوا من
الزنزانة ،وما أمنوا حتى أغلقوا بابها .
يقول الأخ الذي حدثنا ، أن هذا المجاهد كان يقول لي : الحمد لله الذي
أكرمني أن هذه السبابة التي أشهد بها لله تعالى بالوحدانيّة ، قـد جعلتُ
فيها دم الكافر ، شاهدةً على أني لم أتنكب طريق الجهاد حتى في الأسر .
يقول الإخوة : أنه بعدما قمنا لله تعالى ناصرين لدينه إثر إهانة المصحف ،
حدث أمر عجيب ، وهو أن الله تعالى ألقى الذلّة على السجّانين ، فكنّا نصرخ
على أحدهم إذا نظر إلينا : غضّ طرفك إلى الأرض ، فيلقي الله عليه الذلّة
ويحني رأسه ، وكانوا من قبل يفعلون ذلك بنا، فرده الله إلينا .
ومن القصص العجيبة ،، قالوا : إن إدارة السجن كانت ترينا أو تسمعنا أشرطة
فيها فتاوى لشيوخ مخذّلين ، وتقول لنا هؤلاء علماء دينكم يقولون إنه
لايجوز قتالنا ، وأنّ المجاهدين خوارج ، مارقون ، ضالون ، مفسدون ، وأنّ
قتال الخوارج هو الواجــب ، وأن الجهاد محرم في أفغانستان والعراق !!
فكنا نقول لهم إننا لانؤمن بما نؤمن به ، تقليدا لأحد ، بل امتثالا لما أمر الله تعالى به ورسوله ، والحق أبلج ، والباطل لجلج .
ونحن أمّة لنا الحق أن نقاتل دون ديننا ، وعزتنا ، وكرامتنا ، ودماءنا ،
وأعراض نساءنا ، وأنتم أمـّة قـد بغت علينا ، واعتدت ، وما تنقمون منا إلا
أن آمنا بالله ربنا ، على الله توكلنا ، والله يفتح بيننا ، وبينكم بالحق
، وهو خير الفاتحين .
قالوا : غير أننا كنـّا في صلاتنا ، نقنت على هؤلاء الشيوخ المخذلين ،
وندعو الله عليهم ، لأنّنـا لم نجد شيئا أثقل على نفوسنا ، من أن يُسمعنا
الأعداء ، كلاما لمن هم من بني جلدتنا ، أشـدّ ما يكونون هم فرحا به ،
وأشد ما نكون نحن حزنا بسببه ، فكنـّا نقنت عليهم لنريح صدورنا من غمّها .
فقلت لهم حينئذ : فإني والله كنتُ أقول ، ما هذا الخذلان الذي يقع من بعض
المنتسبين إلى العلم ، فيستعملهم الشيطان في الصدّ عن دين الله ، ومحاربة
المجاهدين ، فيفرح بهم أعداء الله ، إلا بدعاء أصابهم بذنوبهم ، نسأل الله
العافية من الفتن ، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به ، وفضلنا على
كثير ممن خلق تفضيـلا .
ومما ذكروه أيضا : أن بعض السجّانين كانوا يسلمون لما يسمعونـه منـّا ،
وما يرونه علينا ، فكانـت إدارة السجن تخرج من يُسلم ، قالوا : وعلمنا بعد
ذلك أن السجانين الجدد ، كانوا يُهدّدون أنهم إذا أسلموا ، سيعاقبون
بنقلهم إلى العراق !
ومما ذكروه أيضا : أن إدارة السجن ـ وجميعهم أطباء نفسانيين ـ قالوا لنا :
إننا لنعجب من شيء لانجد له تفسيرا، إذ كيف بقيتم انتم ثابتين على عقولكم
، بيننا نحن قد أسسنا هذا الحبس ، وجعلنا فيه كل ما درسناه في علم النفس ،
مما يضمن أن لايخرج منه شخص بعقله ، فلا يخرج إلا مخبولا ،
فقلنا لهم : إن ما في قلوبنا من الإيمان أمر عظيم وراء معارفكم كلها ،
لايعرفه إلا من جربه ، ومن خالطت بشاشته قلبه لم يسخطه أبدا ، وهو لنا
ثبات القلب ، وسكينة الروح ، وجنّتنا في هذه الحياة .
ومن القصص أيضا : أنهم كانوا يحضرون لنا العاهرات لإغوائنا ، بعدما رأوا
أن التعذيب لايزيدنا إلا إصرارا على الحق الذي نحن عليه ـ فكانت أحداهن
تفعل كل شيء لإيقاع المجاهد في هاوية الشهوات ، غير أن الله تعالى ألقى
على الإخوة سكينة من عنده وتثبيتا ، فكنا نحتقرهــنّ ، حتى إنّ أحد الإخوة
المجاهدين ، بصق في وجه إحداهن فوقع ما بصقه في فمهـا ، فكان من أمره
العجب ، كالسم الناقع ، وأخذت تقيء قيئا منكرا ، وتبكي ، وتصرخ ، حتى
أخرجوها من غرفة التحقيق ، ثم جاءت في يوم آخر ، وبينا المجاهد في قيوده ،
وجعلت تمسح على جسده بدم حيضها ، وهو على ثباته وسكينته .
ومما ذكروه : أنهم رأوا بعض الخونة الذين استعملهم العدوّ ، ثم سخط عليهم
، فألقاهم في السجون ، فكنـّا نراهم في حـال من البؤس ، والكآبة ،والخذلان
، فنحمد الله تعالى على ما من به علينا من الثبات ، والسكينة ، والاطمئنان
.
ومما ذكروه أيضا أن العدوّ ، كان يقول لهم : إننا لانأمن مـن أحدٍ منكم
مهما كان صغيرا ، فشبابكم أشد خطرا ، وقد رأينا من أفعالهم وشجاعتهم ما
أكّد لنا ذلك .
ومما ذكروه أيضا : أن الوقت كان يمر علينا فلا نشعربه ، حتى إنّا كنا
لانصدق أن السنة مضت ، ودخلت السنة التي تليها ، فقلت لهم : هذا من آيات
الله تعالى ، يبارك في الزمان أحيانا فيطول على المؤمن ، فيعمل فيه من
العمل الصالح مالا يقدر عليه غيره ، ومن هذا ما أثر عن كثير من السلف من
ختم القرآن في وقت قصير ، وكما صح في الحديث أن داود عليه السلام كان يختم
القرآن ـ أي الزبور ـ ما بين أن يأمر بسرج دابته حتى تسرج .
ومن ذلك أنه سبحانه يمُضي الزمن سريعا على المؤمن المبتلى ، ليهوّن عليه
البلاء ، ولهذا كان زمن يوم القيامة خمسين ألف سنة ، غير أنه على المؤمنين
كما بين العصر والمغرب .
ومما ذكروه أيضا : ما فتح الله عليهم من حفظ القرآن ، ولذّة المناجاة ،
وحلاوة الشعور بالقرب من الله تعالى ، قالوا : لو كنـّا نعلم أنه يأتي في
ذلك المكان ، لطلبناه بالقتال ، ولولا أن العبد لايشرع له أن يسأل البلاء
لطلبناه ، ونحن الآن في فتنة السراء وهي أشـدّ علينا .
ونختم بالمسك : فمما ذكروه أيضا ، أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، يعظهم ويثبتهم ، كانت تقع لهـم كثيرة جدا ،
قال أحدهم رأيته صلى الله عليه وسلم وقال لي : ستخرجون ، وإنكم منصورون ، غير أنكم قوم تستعجلون .
فالله أكبـر ، ولله الحمد ، والعزة للإســـلام ،،
السبت فبراير 27, 2010 5:03 pm من طرف قاهرة الاحزان
» عروسه لقطه ياشباب
السبت فبراير 27, 2010 4:55 pm من طرف قاهرة الاحزان
» اسلام نصرانى موضوع مهم للغايه
السبت فبراير 20, 2010 10:21 pm من طرف قاهرة الاحزان
» ادخل ومعمع قصدى ادخل وشوف شي تقشعر منه الابدان تعالوا شوفوه بسرعه
الأربعاء فبراير 10, 2010 10:16 pm من طرف قاهرة الاحزان
» الاعجاز في القرآن والسنة في إثبات كرويه الأرض
الثلاثاء ديسمبر 15, 2009 12:12 am من طرف قاهرة الاحزان
» صورة وتعليق
الخميس يوليو 30, 2009 12:19 am من طرف همسه حنين
» ليس من يتكلم عن الحب كمن يتالم من الحب
الإثنين يونيو 01, 2009 2:53 am من طرف همسه حنين
» عنوان قلب
الإثنين يونيو 01, 2009 2:45 am من طرف همسه حنين
» اقدم لكم برنامج الـ أنتي فايرس الأخف في العالمـ Kaspersky Anti-Virus Personal 6.0.2.621 / 7.0.0.124 Beta وبأصداره الأخير وعلى أكثر من سيرفر
الأربعاء مايو 27, 2009 12:29 pm من طرف eng_mostafa
» وبأنفراد للمكتسح معمعه نقدم لكم فيديو تيستو TIESTO فى البرازيل وأقسم لك أنك لن تجده فى أى حته تانية وعلى سيرفر الميديا الصاروخى ومعمع بجد.
الثلاثاء مايو 19, 2009 2:25 am من طرف THE LOVER DRUDGER MMZ