لاشك أن الأمة الإسلامية مرت بمراحل من المتغيرات المتلاحقة خلال القرن المنصرم
وبداية القرن الحالي، ومن أهم تلك المتغيرات العودة الظاهرة للأمة إلى شريعة ربها
واختيارها للإسلام بمحض رغبتها وعاطفتها الدينية الجارفة.
وقد تواكب مع هذه
التغييرات ظهور حركات إسلامية منها من أجاد وبذل ومنها من جانبه الصواب، فكانت
النتيجة أن ساهم كل من أجاد في دفع الدفة الإسلامية للسير في مسارها الصحيح, وكانت
النتيجة الحتمية لكل انحراف عن جادة الصواب وسبيل المسلمين أن انحرفت معه السفينة
الدعوية، ليبذل المخلصين من أبناء الدعوة والعلم من وقتهم ووقت الدعوة الكثير
للعودة بالسفينة إلى مسارها الصحيح, فكان التأخر في أوقات الأمة في أشد الحاجة فيها
إلى التقدم، لذا فهذا تذكير لشباب الأمة بلزوم جادة الصواب والتزام الصراط المستقيم
وعدم الانحراف الناتج عن الجهل حتى لاتنحرف معهم السفينة وتتأخر إقامة الشريعة بسبب
غلو أو انحراف من ينتسبون إلى الدعوة بجهل وبسبب حماسة غير محكومة بعلم ولا مسترشدة
بأهل علم.
الصدامات التي حدثت بين بعض الجماعات الإسلامية ومجتمعاتها في
القرن الماضي ووصلت ببعض الشباب المتحمس إلى سفك الدم الحرام، وتخريب أموال
المسلمين، ثم كانت النتجية الحتمية من صراع غير متكافيء أن تغلبت المفاسد على
المصالح، وتعطلت الدعوات واضطهد أهلها، وسجن من سجن وعذب من عذب وقتل من
قتل.
وهنا ننوه إلى الفرق بين التكفير والتسرع والغلو في التكفير فالفرق
كبير.
يقول الشيخ عبد الرحمن الجار
الله:
"وهناك فرق بين التحذير من التكفير وبين التحذير من الغلو في
التكفير، فالنصوص تحذر من الغلو فيه وليس التحذير منه، ومن تلك النصوص ما رواه
البخاري في صحيحه (5698) من طريق أبي معمر عن عبد الوارث عن الحسين عن عبد الله بن
بريدة قال: حدثني يحيى بن يعمر أن أبا الأسود الديلي
حدثه عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يرمي رجلٌ رجلًا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم
يكن صاحبه كذلك».
ولذا قال
الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله في (إحكام
الأحكام، 4/76): "وهذا وعيدٌ عظيمٌ لمن كفَّر أحداً من المسلمين وليس كذلك
وهي ورطة عظيمة وقع فيها خلق كثير من المتكلمين ومن المنسوبين إلى السنة وأهل
الحديث لمَّا اختلفوا في العقائد فغلظوا على مخالفيهم وحكموا بكفرهم وخرق حجاب
الهيبة في ذلك جماعة من الحشوية وهذا الوعيد لاحق بهم إذا لم يكن خصومهم
كذلك..."ا.هـ.
وقال الإمام
الشوكاني رحمه الله في (السيل الجرار،
4/578):"اعلم أن الحكم على الرجل المسلم بخروجه من دين الإسلام ودخوله في
الكفر لا ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم عليه إلا ببرهان أوضح من شمس
النهار فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة المروية من طريق جماعة من الصحابة أن:
«من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما» هكذا في
الصحيح وفي لفظ آخر في الصحيحين وغيرهما: «من دعا رجلا بالكفر
أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه» أي: رجع وفي لفظ في الصحيح «فقد كفر أحدهما» ففي هذه الأحاديث وما ورد موردها أعظم زاجر
وأكبر واعظ عن التسرع في التكفير..." ا.هـ.
لذا فعلى الشباب المسلم العاقل
أن يرجع إلى الثقات من أهل العلم ممن لهم الدراية والخبرة التامة بأحكام الشريعة,
كذا الإلمام بالمفاسد والمصالح, حتى لا تترتب على تلك الأفعال مفاسد تؤخر من إقامة
الشريعة, وتوقف سفينة الدعوة الإسلامية أو تتسبب في تأخيرها.
ومن أهم
القواعد التي يحتاجها الشباب حتى لا يقع في الإفراط في هذا الجاني وهو التسرع في
التكفير ثم اتخاذ قرارات تنفيذية تابعة لهذا الحكم دون الرجوع لأهل العلم أنهم لا
يفرقون بين كفر النوع وكفر العين.
قال شيخ الإسلام في (مجموع
الفتاوى، 12/501): "فليس لأحدٍ أن يُكفر أحداً من المسلمين وإن أخطأ وغلِط
حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة.
ومن ثبت إيمانه بيقين لم يَزُلْ ذلك
عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة"ا.هـ.
وقال رحمه الله في (مجموع الفتاوى، 35/99): "لكنَّ تكفير المطلق لا يستلزم تكفير
المعين فإن بعض العلماء قد يتكلم في مسألة باجتهاده فيخطئ فيها فلا يُكفر وإن كان
قد يُكفر من قال ذلك القول إذا قامت عليه الحجة المكفرة..."ا.هـ.
وقال رحمه الله في (مجموع الفتاوى، 3/230): "وكنت أُبين لهم أنما نُقل لهم عن
السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضًا حقٌ، لكن يجب
التفريق بين الإطلاق والتعيين وهذه أول مسألة تنازعت فيها الأمة من مسائل الأصول
الكبار وهي مسألة (الوعيد)..."ا.هـ.
ومن أمثلة ما حدث هو تكفير بعض الشباب
لحكام دولهم ثم ما تبع ذلك من خطوات تنفيذية غير محسوبة أو مدروسة من محاربة
الحكام، دون الرجوع إلى العلماء الثقات من أهل السنة، ومشاورتهم فيما ينوون من
تحركات ومن خطوات، وما هي المصالح أو المفاسد المترتبة عليها ومن ثم الحكم الشرعي
في تلك الأفعال، ولو سألوا أهل العلم لارتاحوا وأراحوا، فلو رأي العالم الثقة خروج
الحاكم عن الإسلام فهل سينصح هؤلاء بالخروج المسلح على هذا الحاكم وما يترتب عليه
من مفاسد في إهلاك النفس والمال وتأخر الدعوة واضطهاد أهلها فهذه مسألة وتلك
مسألة.
لذا لابد من عودة العلماء لقيادة الأمة، ولابد للشباب من الالتفاف
حول علماءهم, ويجب سؤال الهيئات المعنية بالفتوى والاسترشاد بهم في كل كبيرة وصغيرة
وعلى رأس هذه الهيئات: هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية والتي لا تتأخر
عن الإجابة على سؤال سائل من أي بقاع الأرض, كذا فلله الحمد والمنة العلماء الأفاضل
في كل بلدان العالم الإسلامي معروفون والجامعات الإسلامية الشرعية بها من الأفاضل
والعلماء الأجلاء الكثير والكثير وكل بلد إسلامي لا يخلو من عالم ثقة أو فقيه ثبت
ولله الحمد والمنة.
لذا فعلى الشباب أن يستثمر جهده في تعلم الشريعة
وتعليمها للناس ونشر أحكامها والعمل بها والدعوة إليها والمثابرة على ذلك, فقيام
الشريعة هو خير وسيلة لرد الكفر عن التسلل للأمة.
انتظروا الجزء الثاني
وبداية القرن الحالي، ومن أهم تلك المتغيرات العودة الظاهرة للأمة إلى شريعة ربها
واختيارها للإسلام بمحض رغبتها وعاطفتها الدينية الجارفة.
وقد تواكب مع هذه
التغييرات ظهور حركات إسلامية منها من أجاد وبذل ومنها من جانبه الصواب، فكانت
النتيجة أن ساهم كل من أجاد في دفع الدفة الإسلامية للسير في مسارها الصحيح, وكانت
النتيجة الحتمية لكل انحراف عن جادة الصواب وسبيل المسلمين أن انحرفت معه السفينة
الدعوية، ليبذل المخلصين من أبناء الدعوة والعلم من وقتهم ووقت الدعوة الكثير
للعودة بالسفينة إلى مسارها الصحيح, فكان التأخر في أوقات الأمة في أشد الحاجة فيها
إلى التقدم، لذا فهذا تذكير لشباب الأمة بلزوم جادة الصواب والتزام الصراط المستقيم
وعدم الانحراف الناتج عن الجهل حتى لاتنحرف معهم السفينة وتتأخر إقامة الشريعة بسبب
غلو أو انحراف من ينتسبون إلى الدعوة بجهل وبسبب حماسة غير محكومة بعلم ولا مسترشدة
بأهل علم.
الصدامات التي حدثت بين بعض الجماعات الإسلامية ومجتمعاتها في
القرن الماضي ووصلت ببعض الشباب المتحمس إلى سفك الدم الحرام، وتخريب أموال
المسلمين، ثم كانت النتجية الحتمية من صراع غير متكافيء أن تغلبت المفاسد على
المصالح، وتعطلت الدعوات واضطهد أهلها، وسجن من سجن وعذب من عذب وقتل من
قتل.
وهنا ننوه إلى الفرق بين التكفير والتسرع والغلو في التكفير فالفرق
كبير.
يقول الشيخ عبد الرحمن الجار
الله:
"وهناك فرق بين التحذير من التكفير وبين التحذير من الغلو في
التكفير، فالنصوص تحذر من الغلو فيه وليس التحذير منه، ومن تلك النصوص ما رواه
البخاري في صحيحه (5698) من طريق أبي معمر عن عبد الوارث عن الحسين عن عبد الله بن
بريدة قال: حدثني يحيى بن يعمر أن أبا الأسود الديلي
حدثه عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يرمي رجلٌ رجلًا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم
يكن صاحبه كذلك».
ولذا قال
الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله في (إحكام
الأحكام، 4/76): "وهذا وعيدٌ عظيمٌ لمن كفَّر أحداً من المسلمين وليس كذلك
وهي ورطة عظيمة وقع فيها خلق كثير من المتكلمين ومن المنسوبين إلى السنة وأهل
الحديث لمَّا اختلفوا في العقائد فغلظوا على مخالفيهم وحكموا بكفرهم وخرق حجاب
الهيبة في ذلك جماعة من الحشوية وهذا الوعيد لاحق بهم إذا لم يكن خصومهم
كذلك..."ا.هـ.
وقال الإمام
الشوكاني رحمه الله في (السيل الجرار،
4/578):"اعلم أن الحكم على الرجل المسلم بخروجه من دين الإسلام ودخوله في
الكفر لا ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم عليه إلا ببرهان أوضح من شمس
النهار فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة المروية من طريق جماعة من الصحابة أن:
«من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما» هكذا في
الصحيح وفي لفظ آخر في الصحيحين وغيرهما: «من دعا رجلا بالكفر
أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه» أي: رجع وفي لفظ في الصحيح «فقد كفر أحدهما» ففي هذه الأحاديث وما ورد موردها أعظم زاجر
وأكبر واعظ عن التسرع في التكفير..." ا.هـ.
لذا فعلى الشباب المسلم العاقل
أن يرجع إلى الثقات من أهل العلم ممن لهم الدراية والخبرة التامة بأحكام الشريعة,
كذا الإلمام بالمفاسد والمصالح, حتى لا تترتب على تلك الأفعال مفاسد تؤخر من إقامة
الشريعة, وتوقف سفينة الدعوة الإسلامية أو تتسبب في تأخيرها.
ومن أهم
القواعد التي يحتاجها الشباب حتى لا يقع في الإفراط في هذا الجاني وهو التسرع في
التكفير ثم اتخاذ قرارات تنفيذية تابعة لهذا الحكم دون الرجوع لأهل العلم أنهم لا
يفرقون بين كفر النوع وكفر العين.
قال شيخ الإسلام في (مجموع
الفتاوى، 12/501): "فليس لأحدٍ أن يُكفر أحداً من المسلمين وإن أخطأ وغلِط
حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة.
ومن ثبت إيمانه بيقين لم يَزُلْ ذلك
عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة"ا.هـ.
وقال رحمه الله في (مجموع الفتاوى، 35/99): "لكنَّ تكفير المطلق لا يستلزم تكفير
المعين فإن بعض العلماء قد يتكلم في مسألة باجتهاده فيخطئ فيها فلا يُكفر وإن كان
قد يُكفر من قال ذلك القول إذا قامت عليه الحجة المكفرة..."ا.هـ.
وقال رحمه الله في (مجموع الفتاوى، 3/230): "وكنت أُبين لهم أنما نُقل لهم عن
السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضًا حقٌ، لكن يجب
التفريق بين الإطلاق والتعيين وهذه أول مسألة تنازعت فيها الأمة من مسائل الأصول
الكبار وهي مسألة (الوعيد)..."ا.هـ.
ومن أمثلة ما حدث هو تكفير بعض الشباب
لحكام دولهم ثم ما تبع ذلك من خطوات تنفيذية غير محسوبة أو مدروسة من محاربة
الحكام، دون الرجوع إلى العلماء الثقات من أهل السنة، ومشاورتهم فيما ينوون من
تحركات ومن خطوات، وما هي المصالح أو المفاسد المترتبة عليها ومن ثم الحكم الشرعي
في تلك الأفعال، ولو سألوا أهل العلم لارتاحوا وأراحوا، فلو رأي العالم الثقة خروج
الحاكم عن الإسلام فهل سينصح هؤلاء بالخروج المسلح على هذا الحاكم وما يترتب عليه
من مفاسد في إهلاك النفس والمال وتأخر الدعوة واضطهاد أهلها فهذه مسألة وتلك
مسألة.
لذا لابد من عودة العلماء لقيادة الأمة، ولابد للشباب من الالتفاف
حول علماءهم, ويجب سؤال الهيئات المعنية بالفتوى والاسترشاد بهم في كل كبيرة وصغيرة
وعلى رأس هذه الهيئات: هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية والتي لا تتأخر
عن الإجابة على سؤال سائل من أي بقاع الأرض, كذا فلله الحمد والمنة العلماء الأفاضل
في كل بلدان العالم الإسلامي معروفون والجامعات الإسلامية الشرعية بها من الأفاضل
والعلماء الأجلاء الكثير والكثير وكل بلد إسلامي لا يخلو من عالم ثقة أو فقيه ثبت
ولله الحمد والمنة.
لذا فعلى الشباب أن يستثمر جهده في تعلم الشريعة
وتعليمها للناس ونشر أحكامها والعمل بها والدعوة إليها والمثابرة على ذلك, فقيام
الشريعة هو خير وسيلة لرد الكفر عن التسلل للأمة.
انتظروا الجزء الثاني
السبت فبراير 27, 2010 5:03 pm من طرف قاهرة الاحزان
» عروسه لقطه ياشباب
السبت فبراير 27, 2010 4:55 pm من طرف قاهرة الاحزان
» اسلام نصرانى موضوع مهم للغايه
السبت فبراير 20, 2010 10:21 pm من طرف قاهرة الاحزان
» ادخل ومعمع قصدى ادخل وشوف شي تقشعر منه الابدان تعالوا شوفوه بسرعه
الأربعاء فبراير 10, 2010 10:16 pm من طرف قاهرة الاحزان
» الاعجاز في القرآن والسنة في إثبات كرويه الأرض
الثلاثاء ديسمبر 15, 2009 12:12 am من طرف قاهرة الاحزان
» صورة وتعليق
الخميس يوليو 30, 2009 12:19 am من طرف همسه حنين
» ليس من يتكلم عن الحب كمن يتالم من الحب
الإثنين يونيو 01, 2009 2:53 am من طرف همسه حنين
» عنوان قلب
الإثنين يونيو 01, 2009 2:45 am من طرف همسه حنين
» اقدم لكم برنامج الـ أنتي فايرس الأخف في العالمـ Kaspersky Anti-Virus Personal 6.0.2.621 / 7.0.0.124 Beta وبأصداره الأخير وعلى أكثر من سيرفر
الأربعاء مايو 27, 2009 12:29 pm من طرف eng_mostafa
» وبأنفراد للمكتسح معمعه نقدم لكم فيديو تيستو TIESTO فى البرازيل وأقسم لك أنك لن تجده فى أى حته تانية وعلى سيرفر الميديا الصاروخى ومعمع بجد.
الثلاثاء مايو 19, 2009 2:25 am من طرف THE LOVER DRUDGER MMZ